الأسهم العالمية تنتعش- نظرة على مكاسب آسيا وأوروبا وتوقعات النمو

المؤلف: الاقتصادية09.15.2025
الأسهم العالمية تنتعش- نظرة على مكاسب آسيا وأوروبا وتوقعات النمو

انتعشت الأسهم الأمريكية بشكل ملحوظ في مستهل تعاملات يوم أمس، معوضة بذلك الخسائر الفادحة التي منيت بها خلال الأسبوع المنصرم، حيث تحول التركيز مجدداً نحو الأثر المحتمل للتعديلات الضريبية على أرباح الشركات، فضلاً عن تداعيات التضخم على السياسات النقدية المستقبلية.
ووفقًا لبيانات "رويترز"، سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا بواقع 57.78 نقطة، أي ما يعادل نسبة صعود تقدر بـ 0.17 في المائة، ليصل إلى مستوى 34665.50 نقطة. كما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب تقدر بنحو 16.23 نقطة، أو بنسبة 0.36 في المائة، ليبلغ 4474.81 نقطة، بينما قفز مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 95.93 نقطة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 0.63 في المائة، ليصل إلى 15211.43 نقطة.
وبالنظر إلى الأسواق الأوروبية، فقد شهدت الأسهم الأوروبية هي الأخرى صعودًا ملحوظًا خلال تداولات الأمس، مدفوعةً بشكل خاص بأداء قوي لشركات صناعة السيارات والمؤسسات البنكية، وذلك في ظل تفاؤل المستثمرين بتعافي اقتصادي متين لمنطقة اليورو قادر على تجاوز المخاوف المتعلقة بالتباطؤ الاقتصادي العالمي المحتمل.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية بنسبة تقدر بـ 0.4 في المائة، ليعوض بذلك الخسائر التي تكبدها بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع خلال الأسبوع الماضي.
وقد تصدرت القطاعات الأكثر حساسيةً للأداء الاقتصادي، وعلى رأسها البنوك وشركات صناعة السيارات والنفط والغاز والتشييد والمواد، قائمة القطاعات الرابحة، حيث حققت ارتفاعات تراوحت ما بين 0.8 في المائة و 1.2 في المائة. ويأتي هذا الأداء الإيجابي عقب قيام البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع الماضي برفع توقعاته لمعدلات النمو والتضخم للعام الجاري والأعوام اللاحقة، وذلك في ضوء التعافي الاقتصادي لمنطقة اليورو بوتيرة أسرع من التوقعات السابقة.
وفي سياق متصل، قفز سهم شركة "زوبلس" الألمانية المتخصصة في بيع مستلزمات الحيوانات الأليفة عبر الإنترنت بنسبة كبيرة بلغت 7.8 في المائة، وذلك بعد أن رفعت شركة "هيلمان آند فريدمان" عرضها للاستحواذ على الشركة إلى 3.29 مليار يورو (أي ما يعادل 3.89 مليار دولار)، بعد عرض أولي سابق كان يبلغ ثلاثة مليارات يورو.
على النقيض من ذلك، انخفض سهم شركة "اسوشيتد بريتش فود" بنسبة 2.2 في المائة، وذلك على خلفية الإعلان عن مبيعات فصلية لعلامتها التجارية "بريمارك" جاءت دون التوقعات، إلا أن الشركة في المقابل قامت برفع توقعاتها لأرباح العام بأكمله.
وفي القارة الآسيوية، سجلت الأسهم اليابانية انتعاشًا ملحوظًا في أواخر التعاملات، مما أدى إلى رفع مؤشر توبكس إلى ذروة لم يشهدها منذ ثلاثة عقود، مدعومًا بمشاعر التفاؤل السائدة بشأن التغيير المرتقب في رئاسة الوزراء في البلاد، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في معدلات الإصابة بفيروس كوفيد - 19.
وسجل مؤشر توبكس ارتفاعًا ملحوظًا في الدقائق العشرين الأخيرة من التداولات، ليختتم الجلسة على صعود بنسبة 0.29 في المائة، مسجلاً مستوى 2097.71 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق له منذ عام 1990. وقد ساهم هذا الأداء الإيجابي في مواصلة المؤشر لارتفاع قوي استمر على مدار ثلاثة أسابيع متتالية، بلغت نسبته الإجمالية 11 في المائة.
كما صعد مؤشر نيكاي بنسبة 0.22 في المائة، ليصل إلى مستوى 30447.37 نقطة، مسجلاً بذلك أعلى مستوى إغلاق له في نحو سبعة أشهر.
وتأتي هذه المكاسب على الرغم من الأداء الضعيف للأسهم العالمية بشكل عام، حيث سجل مؤشر للأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي باستثناء اليابان انخفاضًا بنسبة 1 في المائة، وذلك تماشيًا مع الانخفاض الذي شهدته "وول ستريت" يوم الجمعة.
وقد تصدر قطاع الحديد والصلب قائمة القطاعات الأفضل أداءً على مؤشر توبكس، وتلاه قطاع النفط ومنتجو الفحم، حيث أضاف القطاعان 1.56 في المائة و 1.48 في المائة على التوالي إلى قيمة المؤشر، وذلك في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع الأولية.
كما حل قطاع البنوك في المرتبة الثالثة ضمن قائمة القطاعات الأفضل أداءً، مرتفعًا بنسبة 1.07 في المائة، حيث واصل سهم بنك شينسي صعوده لليوم الثاني على التوالي، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 12.99 في المائة، وذلك بعد العرض غير المدفوع الذي قدمته شركة "إس.بي.آي هولدينجز" يوم الخميس.
وشهدت شركات صناعة الرقائق أيضًا مكاسب ملحوظة، حيث قدمت شركتا "طوكيو إلكترون" و "أدفانتست" أكبر دعم لمؤشر نيكاي من حيث النقاط، حيث ارتفعت أسهم الشركتين بنسبة 1.5 في المائة و 1.98 في المائة على التوالي.
وعلى الجانب المقابل، كانت شركات صناعة معدات النقل هي الأسوأ أداءً على مؤشر توبكس، حيث انخفضت بنسبة 1.39 في المائة، وذلك بعد أن أعلنت شركة "تويوتا" في الأسبوع الماضي عن فقد إضافي في الإنتاج يقدر بنحو 400 ألف سيارة على مدى الشهرين الجاري والمقبل.
وانخفض سهم أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان بنسبة 1.65 في المائة، بينما تراجع سهم شركة "هوندا" بنسبة 1.28 في المائة، وهبط سهم شركة "نيسان" بنسبة 1.14 في المائة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة